الشبكة العربية للصحافة العلمية - نيروبي / بون، 12 ديسمبر 2025
أعلن كلٌّ من حكومة كينيا واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) اليوم أنّ كينيا ستستضيف فعالية اليوم العالمي لمكافحة لتصحر والجفاف لعام 2026، التي ستقام في 17 يونيو تحت شعار
"المراعي: إدراك. احترام. استعادة."
وستُقام الفعالية في الكينية، لتسليط الضوء على الدور المحوري للمراعي حول العالم في تعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ، وضمان الأمن الغذائي والمائي، وحماية التنوع البيولوجي، وصون الهوية الثقافية للمجتمعات الرعوية والشعوب الأصلية.
تغطي المراعي أكثر من نصف مساحة اليابسة على كوكب الأرض، وتُعيل حياة ملياري إنسان، بينهم 500 مليون من الرعاة الذين حافظوا على هذه النظم البيئية عبر أجيال متعاقبة.
ويعكس قرار كينيا استضافة هذه الفعالية العالمية التزامها المستمر بمواجهة تدهور الأراضي، وتعزيز القدرة على تحمل موجات الجفاف، ودعم المجتمعات التي تعيش في المناطق الجافة والرعوية.
تم الإعلان رسميًا عن قرار كينيا استضافة هذه الفعالية العالمية من قبل معالي وزيرة البيئة وتغيّر المناخ والغابات، الدكتورة ديبورا ملونغو باراسا، التي وجّهت دعوة مفتوحة إلى المجتمع الدولي للمشاركة في هذه المناسبة العام المقبل، قائلةً:
"نيابةً عن حكومة كينيا، يسعدني أن أوجّه دعوة صادقة إلى الجميع. ففي العام المقبل، تتشرّف كينيا باستضافة الاحتفال العالمي باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف. ونرحّب بحرارة بجميع الدول الأعضاء، وشركائنا، والمجتمع المدني، والشباب، للانضمام إلينا ونحن نسلّط الضوء عالميًا على القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، واستعادة الأراضي، والمجتمعات التي تتشكّل حياتها وسبل عيشها بفعل هذه التحديات."
وأضافت أن "مشاركة الحضور لن تُثري هذه الفعالية فحسب، بل ستؤكد أيضًا التزامنا المشترك بحماية الأراضي الجافة في العالم ودعم المجتمعات التي تعتمد عليها. ومع احتفالنا بالسنة الدولية للمراعي والرعاة، نأمل أن يقف المجتمع الدولي إلى جانب كينيا في الاعتراف بالقيمة الهائلة لهذه النظم البيئية وبالذين يرعونها ويحافظون عليها. ونتطلع إلى الترحيب بكم في كينيا، ونحن نحشد العالم للعمل على مواجهة الجفاف قبل أن يفرض الجفاف آثاره علينا."
وعلقت الأمينة التنفيذية لاتفاقية مكافحة التصحر ياسمين فؤاد قائلة: "نوجّه شكرنا لحكومة كينيا على استضافة اليوم العالمي لمكافحة لتصحر والجفاف 2026 وعلى تسليط الضوء على المراعي حول العالم. فهذه النظم البيئية أساسية للغذاء والماء والتنوع البيولوجي والقدرة على الصمود في مواجهة المناخ. ويأتي هذا الالتزام في لحظة حاسمة، فيما تتعرض المراعي لضغوط متزايدة عالميًا. من خلال إدراك أهميتها، واحترام من يرعونها تقليديًا، واستعادة صحتها، نستطيع تعزيز سبل عيش ملياري إنسان."
وأضافت أن "ما يصل إلى نصف المراعي في العالم متدهور اليوم، وبعضها يتلاشى بوتيرة تفوق اختفاء الغابات المطيرة، مما يهدد الأمن الغذائي وتوافر المياه وثقافات المجتمعات الرعوية."
ورغم امتدادها الواسع وأهميتها الحاسمة، لا تزال المراعي من أكثر النظم البيئية التي يُساء تقديرها عالميًا. فاستمرار تدهورها يهدد التنوع البيولوجي، وتنظيم المناخ، واقتصادات الدول التي تعتمد على الإنتاج الحيواني وأنظمة الرعي.
وتبرز التقييمات الفنية الحديثة للاتفاقية أن الاستثمار في استعادة المراعي قد يحقق عوائد تصل إلى 35 دولارًا عن كل دولار واحد يُستثمر، بفضل ما توفره من منافع بيئية واجتماعية واقتصادية متكاملة.
وتزامنًا مع السنة الدولية للمراعي والرعاة 2026، ستدعو فعالية اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف المجتمع الدولي إلى إدراك القيمة الحيوية للمراعي، واحترام حاملي المعرفة التقليدية الذين حافظوا عليها عبر قرون، واستعادة الأراضي المتدهورة لضمان سبل العيش واستمرار الخدمات البيئية.
من خلال الاحتفال بيوم 2026، تدعو الاتفاقية الدول والمجتمعات إلى:
- إدراك المساهمة الاقتصادية للمراعي في الاقتصادات الوطنية والإقليمية، وتقييم دورها في صون التنوع البيولوجي والحياة البرية، وتقدير الفوائد المتعددة التي توفرها، من تنظيم دورة المياه إلى تخزين الكربون.
- احترام الرعاة والشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية، الذين تُعدّ حركتهم ونظمهم العرفية للحوكمة ومعارفهم البيئية عناصر أساسية للحفاظ على صحة وإنتاجية هذه النظم.
- استعادة المراعي من خلال الاستثمار في الإدارة المستدامة للأراضي والمياه، وتعزيز الحوكمة، وتحسين الجاهزية للجفاف، ودعم جهود الاستعادة التي تقودها المجتمعات.
يُعدّ اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يُحتفل به سنويًا في 17 يونيو، لحظة عالمية لدعوة المجتمع الدولي إلى حماية الأراضي السليمة واستعادتها، وإلى زيادة الوعي بمخاطر الجفاف وتدهور الأراضي.
وسيكون عام 2026 أول مرة منذ قرابة عقد تستضيف فيها القارة الإفريقية هذا الحدث العالمي. وشملت مواقع الاحتفال السابقة كولومبيا (2025)، ألمانيا (2024)، الولايات المتحدة (2023)، إسبانيا (2022)، كوستاريكا (2021)، جمهورية كوريا (2020)، تركيا (2019)، الإكوادور (2018)، بوركينا فاسو (2017)، والصين (2016).
نبذة عن اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
أُعلن هذا اليوم رسميًا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1994 (A/RES/49/115)، ويُعد مناسبة سنوية لاستعراض الحلول العملية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف. وتشارك دول عديدة حول العالم بأنشطة تعليمية وثقافية ورياضية لإحياء هذا اليوم.
نبذة عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر
اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي الرؤية والصوت العالميان للأرض. تجمع الاتفاقية الحكومات والعلماء وواضعي السياسات والقطاع الخاص والمجتمعات حول رؤية مشتركة وعمل عالمي لاستعادة أراضي العالم وإدارتها من أجل استدامة الإنسان والكوكب. وإلى جانب كونها معاهدة دولية موقّعة من 197 طرفًا، تُعدّ الاتفاقية التزامًا متعدد الأطراف للتخفيف من آثار تدهور الأراضي اليوم وتعزيز حوكمة الأرض في المستقبل، بهدف توفير الغذاء والماء والمأوى والفرص الاقتصادية لجميع الناس على نحو منصف وشامل.