بيليم – 04/11/2025 – نظمت الشبكة العربية للصحافة العلمية ندوة افتراضية رفيعة المستوى بعنوان: COP 30 .. بين إنقاذ الطبيعة وإعادة تشكيل التمويل" ، جمعت قادة العمل المناخي من المنطقة العربية وآسيا لمناقشة التحديات والأولويات التي تنتظر مفاوضات مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم بالبرازيل. وقد أجمع المشاركون على ضرورة توحيد الموقف العربي وتحويل مؤتمر الأطراف من مرحلة التفاوض إلى مرحلة التنفيذ الفعّال والشفاف لمواجهة الأزمة المناخية المتسارعة. سلطت النقاشات الضوء على أن التحدي الأكبر قبيل COP 30 يكمن في إعادة تشكيل التمويل المناخي الجديد ليكون عادلاً وخالياً من الديون. وفي هذا السياق، أكدت الاستاذة فاطمة الزهراء زرواطي (وزيرة البيئة الجزائرية سابقاً) على أن الآمال والتحديات تتشابك في ملف الإصلاح المالي، مشددة على الحاجة الملحة إلى آليات شفافة تضمن توجيه الأموال نحو مشاريع خضراء حقيقية بدلاً من المبادرات الإنمائية المقنعة، ودعت إلى ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد بشأن قضايا الخسائر والأضرار ونقل التكنولوجيا. بالتوازي، شددت المتخصصة بالسياسات البيئية الأردنية الأستاذة هلا مراد على أهمية تمويل التكيف، وحثت الدول النامية على التوحد للضغط من أجل موارد عادلة وخالية من الديون، مقدمة في الوقت ذاته خطة عمل للشباب تركز على تبادل المعرفة والتدريب بين الأجيال. وأكد المشاركون أن الإصلاحات المصرفية والهيكلية الداخلية في الدول العربية ضرورية لضمان قدرتها على استيعاب التمويل الجديد بكفاءة، محذرين من أن الوقت ليس في صالحهم. كما تناولت الندوة أن استضافة COP 30 في البرازيل تضع الأولويات الإيكولوجية في قلب الأجندة، حيث يمثل المؤتمر نقطة تحول حاسمة نحو التنفيذ الكامل لاتفاق باريس . وفي هذا الإطار، تم التأكيد على أن التركيز يجب أن ينتقل من المفاوضات إلى الإنجاز والابتكار ، مع ضرورة ربط تغير المناخ بالأمن البشري العالمي. وتم التنويه إلى دور تعاون دول الجنوب العالمي "جنوب-جنوب" ، حيث أشارت النقاشات إلى دور الصين (كمثال عالمي) في دعم التعاون المناخي مع الدول النامية، والتأكيد على ضرورة التمسك بمبدأ الإنصاف وتحمل الدول المتقدمة مسؤوليتها التاريخية. وعن دور الإعلام في تغطية cop30 استعرض الاستاذ أحمد ردمان الشميري رئيس الشبكة العربية للصحافة العلمية واقع الاعلام والصحافة في مؤتمر الاطراف واصفاً اياها بالتواجد الخجول من أجل تغطية أخبار افتتاح المؤتمر ، داعياً الحكومات والمؤسسات الإعلامية إلى الاهتمام بالتغطية المهنية التي يتخللها التحليل والتبسيط لكل مجريات المؤتمر لتصنع وعي حقيقي ، وشددت الصحفية الصينية "مو يي" على أن دور الصحافة يتجاوز مجرد التغطية ليصبح أداة للمساءلة وزيادة الوعي، وتحويل القضايا المناخية المعقدة إلى قصص مفهومة تدعو إلى العمل. وفيما يتعلق بمشاركة الأجيال، عبّر الناشط البيئي الاستاذ محمد اليتاري (رئيس شبكة الشباب العربي للتنمية المستدامة) عن تفاؤله المتزايد، مشيراً إلى أن مشاركة الشباب في الوفود الرسمية لمفاوضات المناخ، التي كانت حلماً، أصبحت اليوم حقيقة وواقع ، مؤكداً على أهمية الإعداد الشامل للشباب لإحداث تأثير مفيد. اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية الوحدة والمثابرة ونقل المعرفة إلى الأجيال الشابة، والالتزام بالعمل من أجل نظام عادل ومتاح لتمويل المناخ، مؤكدين أن العمل المناخي الفعال لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر الجهود على كافة المستويات "أفراد ومجتمع وحكومات".
https://youtu.be/xEamVllbfTg