أدوات رصد تغير مستوى سطح البحر للتخطيط ودعم اتخاذ القرار


الخميس 9 أكتوبر 2025
أدوات رصد تغير مستوى سطح البحر للتخطيط ودعم اتخاذ القرار

د. هبة عبد المطلب أحمد

دكتوراه في الهندسة البيئية - جامعة عين شمس
خبيرة في الهندسة البيئية ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد
تعمل حاليًا استشارية بيئية وهيدرولوجية بالرياض.

 

يُعد تغير مستوى سطح البحر من أبرز مؤشرات التغير المناخي التي تحظى بمتابعة دقيقة على الصعيد العالمي. فزيادة ذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة تؤديان إلى تمدد حراري لمياه المحيطات، ما ينعكس مباشرة على المدن الساحلية والدلتاوات النهرية. وهنا تظهر الحاجة إلى أدوات علمية دقيقة تسهم في توفير بيانات قابلة للاستخدام في التخطيط العمراني وإدارة المخاطر.

 

تقنيات رصد تغير مستوى سطح البحر

  • الأقمار الصناعية:
    • تقنيات الارتفاع الراداري (Satellite Altimetry) التي توفر قياسات دقيقة لمستوى سطح البحر على نطاق عالمي.
    • أقمار مثل Jason-3 و Sentinel-6 تقدم سجلات زمنية طويلة المدى تساعد على تحليل الاتجاهات.
  • المحطات الأرضية:
    • دمج البيانات الفضائية مع قياسات محطات المد والجزر (Tide Gauges) لزيادة دقة النماذج.

 

أدوات التخطيط ودعم القرار

ركزت دورة NASA ARSET على مجموعة من المنصات التفاعلية التي تمثل أدوات أساسية في تقييم المخاطر، ومن أبرزها:

  • NASA Sea Level Portal: منصة توفر بيانات وخرائط محدثة عن توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر عالميًا.
  • Scenario-Based Models: نماذج مستقبلية تساعد المخططين على تقييم آثار ارتفاع البحر حتى نهاية القرن.
  • GIS Integration: دمج نتائج الرصد مع نظم المعلومات الجغرافية لإعداد خرائط حساسية للمناطق المهددة.

 

تطبيقات عملية في المنطقة العربية

  • مصر: دلتا النيل من أكثر المناطق المهددة عالميًا، ما يجعل أدوات الرصد ضرورية للتخطيط العمراني وحماية الأراضي الزراعية.
  • الخليج العربي: ارتفاع مستوى سطح البحر قد يؤثر على المدن الساحلية والبنية التحتية النفطية والموانئ.
  • البحر الأحمر: الجزر والمجتمعات الساحلية تحتاج إلى استراتيجيات تكيف تعتمد على بيانات دقيقة.

خاتمة

أثبتت الدورة التدريبية التي قدمتها وكالة الفضاء الأمريكية NASA ARSET أهمية الدمج بين تقنيات الاستشعار عن بعد وأدوات دعم القرار في مواجهة آثار تغير المناخ. إن استخدام هذه الأدوات لا يقتصر على الباحثين فحسب، بل يشكل عنصرًا استراتيجيًا لصناع القرار في صياغة سياسات مرنة ومستدامة. بالنسبة للمنطقة العربية، يمثل تبني مثل هذه الحلول خطوة محورية نحو تعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتقليل المخاطر المستقبلية.